حريق السعادة




إن الكون بفضائه الممتد لغير كاف لاحتواء ما أكمنه من حزن، إن أصوات أنفاسي تُزعج أذنيّ وتؤرقهما، ضربات قلبي ثقيلة على أضلعي فتعكّر سكينتها، حرارة جسدي تحرق روحي وتعذبها

- فلما القتال إذن؟ لا تعاند وأطلق لنفسك العنان و طر وحلّق

- والسعادة إذن؟ أأتركها هاربة؟ أأعترف بهزيمتي لها؟

- أليس أفضل من ضحكاتها ونشواتها وهي تراك مذلولاً؟

 - لربما أنتصر لاحقاً و أجعلها تبكي من الألم تحت وقع أقدامي

- أ ترَ ذلك ممكناً؟

- ولما لا؟

- أهذا أمل؟

- *مبتسماً لأول مرة* إنه الأمل يا رفيق، البصيص الذي يؤرق السعادة ويمنعها من الاحتفال ليلة بعد ليلة بهزيمتنا .. إنه الثلج الذي يحافظ على الشلو من النهاية .. إنه النار الذي يشوي أقدام السعادة ويجعلها تصرخ في ضحكاتنا القصيرة

- أتكرهها لهذا الحد؟

- أكرهها؟ إني أعشق رائحة هذا الرماد المنبثق من أقدامها .. والله لا مانع لي من لعق جراحها إن عنى هذا بقائنا معاً للحظات

- ولكنها لا تشاركك هذا الشعور

- فليذهب للجحيم شعورهها، كي نتراقص على رائحته المشتعلة

Ⓒ photo: Abstract Wallpapers - http://hdw.eweb4.com/out/689044.html

Comments

Popular posts from this blog

Her, Herself, and I

Ether – A Short Story

The Death Wrap – A Short Story